فهزيمة خالد حقيقة في عامة المصادر ، لكن رواة الخلافة أنكروها بعين يابسة ، وكذبوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : « ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه . . ثم رفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إصبعه ثم قال : اللهم إنه سيف من سيوفك فانصره ! فمن يومئذ سمي خالد بن الوليد سيف الله » ! قال الصالحي في سبل الهدى : 6 / 150 : « رواه الإمام أحمد برجال ثقات ، ويزيده قوة ويشهد له بالصحة ما رواه الإمام أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والبرقاني » . ثم صحح البخاري كذبة خالد بأنه قاتل في مؤتة قتال الأبطال ، حتى كسَّر تسعة سيوف على رؤوس الروم ، قال : « لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية » . ( صحيح البخاري : 5 / 87 ) . ومثال آخر : أنهم نسبوا فتح فلسطين إلى عمرو بن العاص ، وخالد بن الوليد ، وأبي عبيدة ، مع أنهم لم يقاتلوا في معركة أجنادين ، التي كانت سبب فتح فلسطين ، فقد بدأت المعركة بمبارزات بطولية ، تقدم لها حفيدان لعبد المطلب ، ثأراً لجعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب ، رضي الله عنهم . ثم كانت بطولة المعركة لخالد بن سعيد بن العاص الذي كان قائد الخيل ، وهاشم المرقال قائد الميسرة ، وكانا من تلاميذ علي ( عليه السلام ) وشيعته الخاصين . أما خالد وأبو عبيدة فقد نصوا على أنهما كانا خلف الناس ولم يقاتلا ! ففي تاريخ دمشق : 16 / 84 : « عبأ خالد الناس فسيروا الأثقال والنساء ، ثم جعل يزيد بن أبي سفيان أمامهم بينهم وبين العدو ، وصار خالد وأبو عبيدة من وراء الناس . . فعبأ أصحابه تعبئة القتال على تعبئة أجنادين ، ثم زحف إليهم فوقف