بزوغ الشمس إلى وقتنا هذا ، فقد تعبنا وكلت أيدينا ودوابنا وكاعت رجالنا ، وقد والله خشينا أن نعجز عن هذه الكتيبة » ! ومن النصوص المعقولة في وصف المعركة قول البلاذري ( 2 / 324 ) : « فلقوهم وحجر بن عدي الكندي على الميمنة ، وعمرو بن معدي كرب على الخيل ، وطليحة بن خويلد على الرجال ، وعلى الأعاجم يومئذ خرزاد أخو رستم . فاقتتلوا قتالاً شديداً لم يقتتلوا مثله ، رمياً بالنبل وطعناً بالرماح حتى تقصفت ، وتجالدوا بالسيوف حتى انثنت . ثم إن المسلمين حملوا حملة واحدة قلعوا بها الأعاجم عن موقفهم وهزموهم فولوا هاربين ، وركب المسلمون أكتافهم يقتلونهم قتلاً ذريعاً حتى حال الظلام بينهم » . 3 . ومما يدل على صعوبة المعركة قول قائدها هاشم ، كما في الطبري : 3 / 80 ) : < شعر > يومُ جلولاءٍ ويومُ رستمِ * ويومُ زحفِ الكوفة المقدم . . < / شعر > فذكر أولها يوم جلولاء ، ثم يوم القادسية التي كان قائدها الفارسي رستم . . وقد اكتفت المصادر التي بأيدينا في معركة جلولاء برواية عن جرير وعن عمرو بن معدي كرب ولم ترو بطولات الأبطال الحقيقيين كعادتها ، خاصةً هاشم المرقال ، وحجر بن عدي ، وابن المكشوح رضي الله عنهم . 4 . ذكرنا في ترجمة سعد بن أبي وقاص ، أنه فرَّ من معركة القادسية ، وهجاه شعراء المسلمين وسخروا من جبنه ، وحتى زوجته . وبعد القادسية انتظر حتى فتحوا المدائن فسارع إليها وانشغل بكنوز كسرى ، ولم يذهب إلى جلولاء ! ثم أرادوا التوجه إلى داخل إيران لفتح حلوان وطلبوا حضوره فلم يحضر ، فهجاه المسلمون بالشعر ، فحضر على مضض إلى خانقين فقط !