بحمد الله صُبراء في اللقاء ، ليوثٌ عند الوغى ، وهذا يوم كبعض أيامكم التي سلفت ، ووالله إني لأرجو أن يعز الله بكم دينه ويكبت بكم عدوه . قال : ثم نزل عمرو عن فرسه ونزل معه زهاء ألف رجل من قبائل اليمن ، ما فيهم إلا فارس مذكور . . قال : ثم تقدم عمرو حتى وقف أمام المسلمين شاهراً صمصامته ، وقد وضعها على عاتقه ، وهو يقول : < شعر > لقد علمت أقيال مذحج أنني * أنا الفارس الحامي إذا القوم أضجروا صبرت لأهل القادسية معلماُ * ومثلي إذا لم تصبر الناس يصبر وطاعنتهم بالرمح حتى تبددوا * وضاربتهم بالسيف حتى تكسروا بذلك أوصاني أبي وأبو أبي * بذلك أوصاه فلست أقصر حمدت إلهي إذ هداني لدينه * فلله أسعى ما حييت وأشكر < / شعر > قال : وحملت تلك الكتيبة الحامَّة ، على عمرو بن معد ي كرب الزبيدي وأصحابه ، فلم يطمعوا منهم في شئ . قال : وحمل جرير بن عبد الله من الميمنة ، وحجر بن عدي من الميسرة ، والمكشوح المرادي من الجناح ، وعمرو بن معد يكرب من القلب ، وصدقوهم الحملة لولوا مدبرين ، ووضع المسلمون فيهم السيف ، فقتل منهم من قتل ، وانهزم الباقون حتى صاروا إلى خانقين . وأمسى المسلمون فلم يتبعوهم ، لكنهم أقاموا في موضعهم حتى أصبحوا وأقبلوا حتى دخلوا جلولاء ، فجعلوا يجمعون الأموال والغنائم ، حتى جمعوا شيئاً كثيراً لم يظنوا أنه يكون هناك . قال فقال رجل من المسلمين : رحم الله المثنى بن حارثة