وقال ابن الأعثم : 1 / 210 : « وصار المسلمون بجلولاء في أربعة وعشرين ألفاً ويزيدون . وتحرشت الفرس بالمسلمين وطلبوا الحرب ، وكتب سعد بن أبي وقاص إلى ابن أخيه هاشم بن عتبة ، فجعله أمير المسلمين ، وأمر أصحابه بمحاربة الفرس . قال : فعندها وثب هاشم بن عتبة فعبأ أصحابه ، فكان على ميمنته جرير بن عبد الله البجلي ، وعلى ميسرته حجر بن عدي الكندي ، وعلى الجناح المكشوح المرادي ، وجعل عمرو بن معد يكرب على أعنة الخيل ، وطلحة بن خويلد الأسدي على الرجالة . قال : وعَبَّت الفرس جيوشها ، فكان على ميمنتهم رجل من قواد الأعاجم يقال له خر زاذ بن وهرز ، وعلى ميسرتهم فيروز بن خسرو ، وفي القلب الهرمزان بن أنو شروان صاحب بلاد الأهواز . قال : ودنا القوم بعضهم من بعض ، فاقتتلوا قتالاً شديداً لم يقتتلوا في موطن بمثله من مواطنهم التي سلفت ، وذلك أنهم رموا بالسهام حتى أنفدوها ، وتطاعنوا بالرماح حتى قصفوها ، ثم صاروا إلى السيوف والعمد فاقتتلوا بها من وقت الضحى إلى أن زالت الشمس ، وحضر وقت الصلاة ، فلم تكن الصلاة في ذلك اليوم إلا بالتكبير والإيماء نحو القبلة . قال : ونظر هاشم بن عتبة بن أبي وقاص إلى رجل من المسلمين يقال له سعد بن عبيد الأنصاري وقد فصل من الصف ، فقال له : ما وقوفك يا سعد ؟ فقال : أيها الأمير ! وقوفي والله إني أفكر في فعلة فعلتها يوم الجسر يوم قتل أبو عبيد بن مسعود الثقفي ، أنا نادم عليها ، وذلك أني فررت يومئذ من الزحف وقد