بطرقها عبد المسيح بن بقيلة الغساني ، أراها الآن خارجة من قصرها لابسة خماراً أسود ، راكبة على بغلة شهباء فقال له خريم : يا رسول الله إذا ذهبنا إلى الحيرة وكان الأمر كما تقول ، فهب لي هذه الشيماء جاريةً ، فوهبها له . وزعم خريم أنه دخل مع خالد إلى الحيرة ، وإذا بالشيماء المحترمة بخمارها وبغلتها ، فسباها خالد ، فقال له خريم هي لي بوعد من النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشهد له محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر ، فأعطاه إياها خالد ! فجاء أخوها البطرق عبد المسيح : « فقال لي : بعنيها . فقلت : لا أنقصها من عشر مئات شيئاً ، فأعطاني ألف درهم ، فقيل لي : لو قلت مائة ألف لدفعها إليك ، فقلت : ما كنت أحسب أن عدداً أكثر من عشر مئات » ! ( مجمع الزوائد : 6 / 223 ، وتاريخ دمشق : 37 / 364 ) . وبلغ من افتضاح القصة التي أعطاها المحدثون درجة الصحة على شرط البخاري والشيوخ ، أن المؤرخين كذَّبوها ، كالواقدي والبلاذري : 2 / 295 ، قال : « والذي عليه أصحابنا من أهل الحجاز ، أن خالداً قدم المدينة من اليمامة ، ثم خرج منها إلى العراق ، على فيد والثعلبية ، ثم أتى الحيرة » . أي لم يأت خالد عن طريق البصرة وكاظمة أصلاً ، بل جاء عن طريق حائل ! وقال الطبري : 2 / 556 : « وهذه القصة في أمر الأبلة وفتحها خلاف ما يعرفه أهل السير ، وخلاف ما جاءت به الآثار الصحاح » ! ومثال آخر : أراد أتباع السلطة تغطية هروب خالد بن الوليد بالمسلمين من مؤتة ، وكان جيشهم ثلاثة آلاف فاشتبكوا مع جيش كبير للروم ، وتقدم القادة