قال البلاذري : 2 / 419 : « وكانت بالبصرة سبع دساكر : اثنتان بالخريبة ، واثنتان بالزابوقة ، وثلاث في موضع دار الأزد اليوم . ففرق عتبة أصحابه فيها ، ننزل هو بالخريبة ، وكانت مسلحة للأعاجم » . فلماذا لا يقول الرواة لم يكن في البصرة ومحيطها معركة أصلاً ، لأن الفرس أخْلَوْهَا حتى من حاميتهم ، فصالح المسلمون أهلها وسكنوها . ولماذا يقول الرواة فتحت هذه القرى عُنْوةً بالقوة ، ما دام يمكن الصلح معها كغيرها ، بأن يؤخذ من أهلها بدل سنوي لحمايتهم ؟ ! فكأن الرواة مضطرون لافتراض معركة خاضها « القائد الفاتح البطل » عتبة بن غزوان بثلاث مئة رجل ، ولو مع فلاحين مساكين لا سلاح لهم ! ومثال آخر : تقرأ في عامة كتب المحدثين وكتب المغازي ، حديثاً لصحابي بدوي هو خريم بن أوس ، صححه أئمة علماء السلطة وأشبعوه صحة ! وقد ادعى فيه خريم بطولة لخالد بن الوليد عندما جاء إلى العراق من جهة البصرة ، فلقيهم الفرس بجمع عظيم بقيادة هرمز عند كاظمة قرب الكويت ، فاصطفوا للقتال وبرز هرمز ، فبرز إليه خالد فتضاربا ، ثم احتضنه خالد وحمله بين يديه فأحاط به الفرس لكنه قتله وانهزم الفرس ، وأخذ سلبه وكانت قلنسوته بمئة ألف درهم . وقال خُريم في هذا الحديث أنه وفد على النبي ( صلى الله عليه وآله ) في آخر سنة من حياته ( صلى الله عليه وآله ) فسمعه يقول : لقد رُفعت إليَّ مدينة الحيرة فأنا أراها الآن ، وهذه الشيماء أخت