وأخذ ضرار بن الخطاب درفش كابيان ( راية الفرس المرصعة المقدسة ) فعُوِّض منها ثلاثين ألفاً ، وكانت قيمتها ألف ألف ومائتي ألف . وقتلوا في المعركة عشرة آلاف سوى من قتلوا في الأيام قبله . . . أصيب من الناس قبل ليلة الهرير ألفان وخمس مائة ، وقتل ليلة الهرير ويوم القادسية ستة آلاف من المسلمين ، فدفنوا في الخندق بحيال مشرق » . ( تاريخ الطبري : 3 / 67 - 69 ) . أقول : ورد في نصوص القادسية ذكر سعد بن أبي وقاص وكأنه كان حاضراً في المعركة مع أنه كان في قصر العذيب الذي يبعد ستة أميال عن المعركة ، كما يأتي في ترجمته ! كما ورد ذكر ضرار بن الأزور في معركة القادسية وفيما بعدها ، مع أنه قتل في معركة اليمامة التي كانت قبل القادسية بسنين ! لكنهم أخذوا بطولة غيرهما ونسبوها إليهما ! 11 . من نماذج القتال في القادسية ، ما رواه الدينوري في الأخبار الطوال / 119 : « وبرز النخارجان فنادى ، مرد ومرد ، أي رجل ورجل ! فخرج إليه زهير بن سليم أخو مخنف بن سليم الأزدي ، وكان النخارجان سميناً بديناً جسيماً ، وزهير رجلاً مربوعاً شديد العضدين والساعدين ، فرمى النخارجان نفسه عن دابته عليه فاعتركا ، فصرعه النخارجان وجلس على صدره واستل خنجره ليذبحه ، فوقعت إبهام النخارجان في فم زهير فمضغها ، واسترخى النخارجان وانقلب عليه زهير ، وأخذ خنجره وأدخل يده تحت ثيابه فبعجه وقتله . وكان برذون النخارجان مدرباً فلم يبرح ، فركبه زهير وقد سلبه سواريه ودرعه وقباءه ومنطقته ، فأتى به سعداً فأغنمه إياه وأمره سعد أن يتزيى بزيه ، ودخل على سعد ، فكان زهير بن سليم أول من لبس من العرب السوارين !