المدائن وعسكرته بساباط ، وزحفه منها إلى أن لقى سعداً أربعة أشهر ، لا يقدم ولا يقاتل ، رجاء أن يضجروا بمكانهم وأن يجهدوا ، فينصرفوا » . وقال البلاذري : ( 2 / 213 ) : « وأقبل رستم وهو من أهل الري ، ويقال بل هو من أهل همذان فنزل برس . ثم سار فأقام بين الحيرة والسيلحين أربعة أشهر ، لا يقدم على المسلمين ولا يقاتلهم ، والمسلمون معسكرون بين العذيب والقادسية . وقدم رستم ذا الحاجب فكان معسكراً بطيزناباذ ، وكان المشركون زهاء مئة ألف وعشرين ألفاً ومعهم ثلاثون فيلاً ، ورايتهم العظمى التي تدعى درفش كابيان . وكان جميع المسلمين ما بين تسعة آلاف إلى عشرة آلاف ، فإذا احتاجوا إلى العلف والطعام أخرجوا خيولاً في البر ، فأغارت على أسفل الفرات ، وكان عمر يبعث إليهم من المدينة الغنم والجُزُر » . وقال الطبري ( 3 / 13 ) : « وبعث سعد في مقامه ذلك إلى أسفل الفرات عاصم بن عمرو ، فسار حتى أتى ميسان فطلب غنماً أو بقراً فلم يقدر عليها ، وتحصن منه من في الأفدان ووغلوا في الآجام ، ووغل حتى أصاب رجلاً على طف أجمة فسأله واستدله على البقر والغنم فحلف له وقال : لا أعلم ، وإذا هو راعي ما في تلك الأجمة ، فصاح منها ثور : كذب والله وها نحن أولاء ، فدخل فاستاق الثيران وأتى بها العسكر فقسم ذلك سعد على الناس ، فأخصبوا أياماً . . وبث الغارات بين كسكر والأنبار فحووا من الأطعمة ما كانوا يستكفون به زماناً » .