فحمله على عنقه ، فخرج به من الإيوان والدار حتى أتى راحلته فحمله عليها ، ثم انجذب في السير ، فأتوا به سعداً وسبقهم عاصم ، فمر بباب قديس فطواه فقالوا بشروا الأمير بالظفر ظفرنا إن شاء الله . ثم مضى حتى جعل التراب في الحجر ، ثم رجع فدخل على سعد فأخبره الخبر فقال : أبشروا فقد والله أعطانا الله أقاليد ملكهم » . ورووا ضمن هذه الرواية عن المغيرة بن شعبة ، أنه قال : « لعلنا لا نزيد على سبعة آلاف أو نحو من ذلك ، والمشركون ثلاثون ألفاً أو نحو ذلك ، فقالوا لنا : لا يدين لكم ولا قوة ولا سلاح ، ما جاء بكم ، إرجعوا . قال قلنا : لا نرجع وما نحن براجعين ، فكانوا يضحكون من نبلنا ويقولون : دوك دوك ، ويشبهونها بالمغازل ! قال : فلما أبينا عليهم أن نرجع قالوا : إبعثوا إلينا رجلاً منكم عاقلاً يبين لنا ما جاء بكم ، فقال المغيرة بن شعبة أنا ، فعبر إليهم فقعد مع رستم على السرير فنخروا وصاحوا ، فقال : إن هذا لم يزدني رفعة ولم ينقص صاحبكم ! قال رستم : صدقت ، ما جاء بكم ؟ قال : إنا كنا قوماً في سوق ضلالة ، فبعث الله فينا نبياً فهدانا الله به ورزقنا على يديه ، فكان مما رزقنا حبةً تنبت بهذا البلد فلما أكلناها وأطعمناها أهلينا قالوا لا صبر لنا عن هذه ، أنزلونا هذه الأرض حتى نأكل من هذه الحبة . فقال رستم : إذا نقتلكم ! فقال : إن قتلتمونا دخلنا الجنة وإن قتلناكم دخلتم النار ، وأديتم الجزية . قال فلما قال أديتم الجزية نخروا وصاحوا ، وقالوا : لا صلح بيننا وبينكم ! فقال المغيرة : تعبرون إلينا أو نعبر إليكم ؟ فقال رستم بل نعبر إليكم » .