والمعارك المهمة مع الفرس في فتح العراق وإيران هي : معركة جسر الكوفة ، ومعركة البويب ، والقادسية ، والمدائن ، وجلولاء ، وخانقين ، وتستر ، ونهاوند ، ثم معارك فتح مدن إيران ، وخاصة خراسان . أما المعارك المهمة مع الروم في فتح فلسطين وسوريا فهي : معركة أجنادين ، ومرْج الصُّفَّر ، وفِحل ، واليرموك . وما بقي فهو معارك صغيرة ، أو مزعومة . أما مصر فقد فتحت صلحاً بدون قتال ، لأن الروم انسحبوا منها أثناء معاركهم مع المسلمين في بلاد الشام ، وكان المقوقس ملك مصر عاقلاً حكيماً ، فاتفق مع الأقباط وصالحوا المسلمين على جزية قدرها ديناران عن كل بالغ ، ما عدا العُجَّز والنساء والأطفال ، وقد طلب أهل مصر منه ذلك . أما معركة ذات الصواري البحرية مع الروم فكانت بعد فتح مصر ببضع عشرة سنة ، عندما حاول الروم الرجوع إلى مصر . الخامسة : دراسة الأبطال الشجعان المؤثرين في المعركة ، أي المقاتلين المقتحمين والمقاومين ، الذين يكونون في مقدمة صفوف الجيش لا في آخرها ولا وسطها ، ويهاجمون العدو ولا يهربون . فهؤلاء هم رحى المعركة الذين يوقعون القتلى في صفوف العدو ، ويُرَجِّحُون كفَّة المسلمين ، ويَقْطُفُون لهم النصر . وهم الذين يُرَجِّحُون كفَّة الحرب لمصلحة المسلمين ، إذا وقعت فيهم هزيمة . وقد يكونون قادةً أو أفراداً عاديين ، ويُسَمِّوْنَ أهل البلاء ، وأهل النكاية في العدو ، ولهم احترامٌ عند المسلمين وهدايا من الغنائم ، وتفضيل على غيرهم . وكان عدد أهل البلاء في معركة القادسية خمساً وعشرين .