وسأل أبو عبيد : أين مقتل هذه الدابة ؟ فقيل خرطومه ، فحمل فضرب خرطوم الفيل ، وحمل عليه أبو محجن بن حبيب الثقفي فضرب رجله فعلقها ، وحمل المشركون فقتل أبو عبيد ، ويقال إن الفيل برك عليه فمات تحته ! فأخذ اللواء أخوه فقتل ، فأخذه ابنه جبر فقتل . ثم إن المثنى بن حارثة أخذه ساعةً وانصرف بالناس ، وبعضهم على حامية بعض ( يحمون بعضهم لينسحبوا ) وقاتل عروة بن زيد الخيل يومئذ قتالاً شديداً عُدِل بقتال جماعة ، وقاتل أبو زبيد الطائي الشاعر حميةً للمسلمين بالغربية ، وكان أتى الحيرة في بعض أموره وكان نصرانياً . وأتى المثنى أليس فنزلها ، وكتب إلى عمر بن الخطاب بالخبر مع عروة بن زيد . . وكانت وقعة الجسر يوم السبت في آخر شهر رمضان سنة ثلاث عشرة » . وفي الأغاني : 19 / 10 : « فقال أبو محجن الثّقفيّ يرثي أبا عبيد : < شعر > وأنّى تسدّت نحونا أم يوسفٍ * ومن دون مسراها فيافٍ مجاهلُ إلى فتية بالطَّفّ نيلت سراتهم * وغودر أفراسٌ لهم ورواحلُ وأضحى أبو جَبْرٍ خلاءً بيوته * وقد كان يغشاها الضعاف الأرامل وأضحى بنو عمرو لدى الجسر منهم * إلى جانب الأبيات جودٌ ونائل وما لمتُ نفسي فيهم غير أنها * لها أجلٌ لم يأتها وهو عاجل وما رمتُ حتى خرقوا بسلاحهم * إهابي وجادت بالدماء الأباجل وحتى رأيتُ مهرتي مزوَئِرة * من النبل يدمى نحرها والشواكل وما رحتُ حتى كنت آخر رائح * وصُرِّع حولي الصالحون الأماثل مررت على الأنصار وسط رحالهم * فقلت : ألا هل منكم اليوم قافل < / شعر >