ثم تلتها بعد نحو سنتين معركة المدائن الصغيرة . ثم كانت المرحلة الأخيرة معركة جلولاء ، وهي معركة كبرى ، وكانت آخر معارك فتح العراق . وقد بدأ المثنى رضي الله عنه وحلفاؤه عمليات تحرير العراق في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقد وفد على النبي ( صلى الله عليه وآله ) في سنة تسع للهجرة ، وبدأ بغاراته على مسالح الفرس عندما ملكت بوران بنت كسرى ، وكان ذلك سنة تسع أيضاً . قال الدينوري في الأخبار الطوال / 111 : « فلما أفضى الملك إلى بوران بنت كسرى بن هرمز ، شاع في أطراف الأرضين أنه لا مَلِكَ لأرض فارس وإنما يلوذون بباب امرأة ، فخرج رجلان من بكر بن وائل يقال لأحدهما المثنى بن حارثة الشيباني والآخر سويد بن قطبة العجلي ، فأقبلا حتى نزلا فيمن جمعا بتخوم أرض العجم فكانا يغيران على الدهاقين فيأخذان ما قدرا عليه ، فإذا طُلبا أمعنا في البر فلا يتبعهما أحد . وكان المثنى يغير من ناحية الحيرة ، وسويد من ناحية الأبلة » . ولم ينشأ هذا العمل من فراغ ، بل كان استمراراً لتوجيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) لزعماء بني شيبان ، الذين خاضوا معركة ذي قار وكان شعارهم : يا محمد يا محمد ، ونصرهم الله تعالى ببركته , فجاؤوا إليه وفداً ، ومعهم خمس الغنائم . ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 46 ) . ثم وفد زعيم بني شيبان حريث بن حسان على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبايعه على الإسلام له ولقومه . ( الطبقات : 1 / 318 و : 7 / 58 ، والإصابة : 8 / 289 ، ومجمع الزوائد : 6 / 11 ) . وفي سنة تسع وفد المثنى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) . قال في الإستيعاب : 4 / 1456 : « المثنى بن حارثة الشيباني كان إسلامه وقدومه في وفد قومه على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، سنة تسع » .