نسبوا بطولات الأشتر إلى ضرار وهو ميت ! يحرص رواة السلطة على عدم ذكر بطولات من لا تحبهم السلطة ، ويعرفون كما كان الحكام يبغضون الأشتر ، لأنه يمثل التحدي في خط علي ( عليه السلام ) كما مَثَّلَ علي ( عليه السلام ) التحدي في خط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وقد اضطهد معاوية وبنو أمية النخعيين وطاردوهم ، حتى تركوا النسبة إلى النخع ، وانتسبوا إلى جذمهم الأكبر مذحج ، فقالوا المذحجي بدل النخعي ! ويكفي إثباتاً لهوى رواة السلطة أنهم نسبوا بطولات الأشتر وخالد بن سعيد وغيرهما إلى أشخاص منهم ضرار بن الأزور الذي قتل قبل سنوات في اليمامة ، فأحيوه ونسبوا إليه بطولات في اليرموك ومرج الصفر وأجنادين ! بل لو جمعنا أساطيرهم في بطولات ضرار بن الأزور لصارت جزءاً ، لأنه مطيعٌ للسلطة ، فينبغي أن يصل إليه راتبه ومخصصاته حتى بعد موته ! بينما قال في الطبقات : 6 / 39 : « وقاتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة أشد القتال حتى قطعت ساقاه جميعاً ، فجعل يحبو على ركبتيه ويقاتل وتطؤه الخيل ، حتى غلبه الموت . قال محمد بن عمر ( الواقدي ) : قال عبد الله بن جعفر : مكث ضرار بن الأزور باليمامة مجروحاً قبل أن يرحل خالد بن الوليد بيوم ، فمات . وقد كان قال قصيدته التي على الميم . قال محمد بن عمر : وهذا أثبت عندنا من غيره » . وتأكيد الواقدي على وفاة ضرار في اليمامة ، ينفي ما رواه الواقدي نفسه من بطولات ضرار في فتوح الشام ، بل يوجب الشك في وقوع تغيير في كتابه !