فإذا كان هؤلاء القادة انهزموا ، وأبو عبيدة وراء الناس ردءٌ لهم كما زعموا ، وخالد بن الوليد يتربص بخيله وراء الناس ، فمن الذي صمد في وجه الروم وكان يقاتلهم ، إلا الأبطال من تلاميذ علي ( عليه السلام ) ؟ غيب رواة السلطة دور الأشتر في اليرموك ! وغَيَّبَ رواةُ السلطة بطولات الأشتر في اليرموك ، أو نسبوها إلى غيره ! وكذلك أدوار غيره من أبطال الشيعة ، مثل هاشم بن عتبة المرقال ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وأخويه عمرو وأبان وابنه سعيد ، والمقداد بن الأسود فارس حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبي ذر الغفاري ، وكان قائداً لخمس مئة فارس . فقد شهد هؤلاء معركة اليرموك ، كما شهدها القائد حذيفة بن اليمان ، وكان رسول أبي عبيدة بالفتح ، وعمرو بن معدي كرب ، وهو فارس له وزنه . وشهدها عبادة بن الصامت بن أخ أبي ذر ، وقيس بن سعد بن عبادة وهو من الأبطال ، وأبو أيوب الأنصاري وهو من الفرسان القادة ، وجابر بن عبد الله الأنصاري . . وأمثالهم . قال ابن حبان في الثقات : 2 / 206 : « وكان ممن قتل باليرموك من المسلمين عمرو بن سعيد بن العاص ، وأبان بن سعيد بن العاص » . وقال في تاريخ دمشق : 2 / 143 : « شهد اليرموك ألف رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيهم نحو من مائة من أهل بدر » . وقد دامت المعركة أربعة أيام ، كما روى الواقدي . ( فتوح الشام : 1 / 211 ) .