انسحب هرقل من حمص إلى أنطاكية بعد هزيمته في مرج الصُّفَّر ، انسحب هرقل من حمص فاحتلها المسلمون ، وذهب هرقل إلى أنطاكية ، واتخذها قاعدة لقيادة معركة فِحل واليرموك ، ثم يئس من النصر فودع سوريا ! أما المسلمون فبعد انتصارهم في معركة فِحل ، قصدوا حمص ففتحوها صلحاً وفتحوا بقية مدن سوريا وبعلبك ، ومدن ساحل لبنان ، بدون مقاومة تذكر . قال البلاذري في فتوح البلدان : 1 / 137 : « وكان سبب هذه الوقعة ( فِحل ) أن هرقل لما صار إلى أنطاكية استنفر الروم وأهل الجزيرة ، وبعث رجلاً من خاصته وثقاته في نفسه ، فلقوا المسلمين بفحل من الأردن ، فقاتلوهم أشد قتال وأبرحه ، حتى أظهرهم الله عليهم ، وقتل بطريقهم وزهاء عشرة آلاف معه ، وتفرق الباقون في مدن الشام ، ولحق بعضهم بهرقل . وتحصن أهل فحل فحصرهم المسلمون حتى سألوا الأمان على أداء الجزية عن رؤوسهم والخراج عن أرضهم ، فأمنوهم على أنفسهم وأموالهم ، وأن لا تهدم حيطانهم . وتولى عقد ذلك أبو عبيدة بن الجراح ، ويقال : تولاه شرحبيل بن حسنة » . وفي نهاية الإرب : 19 / 160 : « لما قصد أبو عبيدة حمص من فحل ، أرسل شرحبيل ومن معه إلى بيسان ، فقاتلوا أهلها وقتلوا منها خلقاً كثيراً ، ثم صالحهم من بقي على صلح دمشق ، وكان أبو عبيدة قد بعث بالأعور إلى طبريّة فصالحه أهلها على صلح دمشق أيضاً ، وأن يشاطروا المسلمين المنازل ، فنزلها الناس . وكتبوا بالفتح إلى عمر بن الخطاب » .