لها هرقل جيشاً . وترك المسلمون حصارها وذهبوا إلى معركة أجنادين في فلسطين قرب مدينة الخليل ، وقيل هي طولكرم ، وانتصروا فيها . ثم عادوا إلى معركة مرج الصفر بين دمشق والجولان ، ثم رجعوا إلى محاصرة دمشق . ثم توجهوا من حصار دمشق إلى معركة فِحْل حيث تجمعت قوات الروم ، وانتصروا عليهم . ثم عادوا وفتحوا دمشق صلحاً ، ثم فتحوا حمص ، وبعض المدن والقصبات ، وأخذ الطرفان يستعدان لمعركة اليرموك النهائية . معركة أجنادين ثأرت لجعفر وحررت فلسطين 8 . كانت معركة تبوك ، وجيش أسامة ، وأجنادين ، ثأراً لجعفر بن أبي طالب ! قال اليعقوبي في تاريخه : 2 / 67 : « سار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جمع كثير إلى تبوك من أرض الشأم يطلب بدم جعفر بن أبي طالب ( رحمه الله ) ، ووجه إلى رؤساء القبائل والعشائر يستنفرهم ويرغبهم في الجهاد ، وحض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أهل الغنى على النفقة ، فأنفقوا نفقات كثيرة ، وقووا الضعفاء » . وقال ابن خلدون : 2 ق 1 / 224 : « وَجَد النبي ( حَزِنَ ) على من قتل من المسلمين ، ولا كوجده على جعفر بن أبي طالب ، لأنه كان تلاده ، ثم أمر بالناس في السنة التاسعة بعد الفتح وحنين والطائف أن يتهيؤا لغزو الروم ، فكانت غزوة تبوك » . والمعنى أن حزنه ( صلى الله عليه وآله ) على جعفر كان عميقاً ، لأنه من ذخائره العزيزة .