وذكر أبو مخنف أن أبا بكر قال للأمراء : إن اجتمعتم على قتال فأميركم أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري ، وإلا فيزيد بن أبي سفيان . وذكر أن عمرو بن العاص إنما كان مدداً للمسلمين وأميراً على من ضم إليه . قال : ولما عقد أبو بكر لخالد بن سعيد كره عمر ذلك فكلم أبا بكر في عزله وقال إنه رجل فخور يحمل أمره على المغالبة والتعصب . . . فدفعه أبو بكر إلى يزيد بن أبي سفيان . . . وسار خالد بن سعيد محتسباً في جيش شرحبيل . وأمر أبو بكر عمرو بن العاص أن يسلك طريق أيلة عامداً لفلسطين ، وأمر يزيد أن يسلك طريق تبوك ، وكتب إلى شرحبيل أن يسلك أيضاً طريق تبوك . وكان العقد لكل أمير في بدء الأمر على ثلاثة آلاف رجل ، فلم يزل أبو بكر يتبعهم الأمداد حتى صار مع كل أمير سبعة آلاف وخمس مئة ، ثم تتام جمعهم بعد ذلك أربعة وعشرين ألفاً » . كانت أول معارك المسلمين في غزة 2 . كانت أول معركة للمسلمين مع الروم في غزة قادها أبو أمامة الباهلي ( رحمه الله ) قال البلاذري : 1 / 130 : « فأول وقعة كانت بين المسلمين وعدوهم بقرية من قرى غزة يقال لها دائن ، كانت بينهم وبين بطريق غزة ، فاقتتلوا فيها قتالاً شديداً ، ثم إن الله تعالى أظهر أولياءه وهزم أعداءه وفض جمعهم ، وذلك قبل قدوم خالد بن الوليد الشام . وتوجه يزيد بن أبي سفيان في طلب ذلك البطريق فبلغه أن بالعربة من أرض فلسطين جمعاً للروم ، فوجه إليهم أبا أمامة الصديّ بن عجلان الباهلي ، فأوقع بهم وقتل عظيمهم ، ثم انصرف .