صورة كلية لفتح فلسطين وبلاد الشام 1 . كان أول جيش أرسله أبو بكر لفتح الشام جيش خالد بن سعيد بن العاص من ستة آلاف أو نحوها ، وفي نصف الطريق عزله أبو بكر وعيَّن مكانه يزيد بن أبي سفيان . فرجع خالد إلى المدينة ، ثم خرج مع جيش شرحبيل بن حسنة ، وكان عدد جيشه بضعة آلاف أيضاً . ثم أرسل أبو بكر عمرو العاص بثلاثة آلاف إلى وادي العربة بفلسطين . ثم أمر خالد بن الوليد فذهب من العراق إلى الشام بجيش صغير يبلغ بضع مئات . قال البلاذري في الفتوح : 1 / 128 : « لما فرغ أبو بكر من أمر أهل الردة رأى توجيه الجيوش إلى الشام ، فكتب إلى أهل مكة والطائف واليمن ، وجميع العرب بنجد والحجاز ، يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه وفى غنائم الروم ، فسارع الناس إليه من بين محتسب وطامع ، وأتوا المدينة من كل أوب . فعقد ثلاثة ألوية لثلاثة رجال : خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، وشرحبيل بن حسنة حليف بنى جمح . . وعمرو بن العاص بن وائل السهمي . وكان عقد هذه الألوية يوم الخميس لمستهل صفر سنة ثلاث عشرة ، وذلك بعد مقام الجيوش معسكرين بالجرف المحرم كله ، وأبو عبيدة بن الجراح يصلي بهم ، وكان أبو بكر أراد أبا عبيدة أن يعقد له فاستعفاه من ذلك . وقد روى قوم أنه عقد له وليس ذلك بثبت ، ولكن عمر ولاه الشام كله حين استخلف .