وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : مزق الله ملكه ، إخبار وليس إنشاءً ودعاءً ، فقد دعا عليه ، وأخبره الله باستجابة دعائه ، وبما سيجري على كسرى ونظامه ، فأخبر به المسلمين . ودعاؤه ( صلى الله عليه وآله ) على كسرى ونظامه يدل على أنه لا يريد الدعاء على شعبه ، بل ورد أن الله تعالى أراد إدخال الفرس في الإسلام ، فروى البخاري وأحمد وأبو داود أن الفرس سيدخلون في الإسلام كرهاً ، ثم يحسن إسلامهم ، فهم كمن يقادون إلى الجنة بالسلاسل ! ( كشف الخفاء : 2 / 55 ) . وفي مسند الشاميين : 1 / 421 : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إني لأرى أمماً تقاد بالسلاسل من النار إلى الجنة » . وروينا بمعناه . فالغضب الإلهي على كسرى ونظامه كان لمصلحة الفرس والمسلمين معاً ، والإرادة الإلهية والدعوة النبوية وراء كل ما حدث لكسرى ونظامه في سنين قليلة ، حيث سقط من أوج عظمته وانتصاراته على الروم ، إلى حضيض لا يحسد أحد عليه ، وكان آخره حفيده المشرد يزدجرد ، ونهايته البائسة ! * *