علي ( عليه السلام ) يستكمل في خلافته فتح خراسان من ظلامات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنهم أشاعوا عنه أنه أوقف الفتوحات ، وأن معاوية بن أبي سفيان واصلها ، مع أن الواقع بالعكس تماماً ! قال ابن الأعثم ( 2 / 539 ) : « فنادى علي في الناس فجمعهم ، ثم خطبهم خطبة بليغة وقال : أيها الناس : إن معاوية بن أبي سفيان قد وادع ملك الروم ، وسار إلى صفين في أهل الشام عازماً على حربكم ، فإن غلبتموهم استعانوا عليكم بالروم » وقد صححوا روايته في مسند أحمد : 4 / 111 ، وتفسير ابن كثير : 2 / 333 . وقال المسعودي في مروج الذهب : 2 / 377 : « وامتنع المسلمون عن الغزو في البحر والبر لشغلهم بالحروب ، وقد كان معاوية صالح ملك الروم على مال يحمله إليه لشغله بعلي ( عليه السلام ) ) . بل مدحوا معاوية لتقواه في وفائه بعهده للروم ، أما الوفاء لعلي والحسن ( عليهما السلام ) فهو غير واجب ! قال البلاذري : 1 / 188 : « إن الروم صالحت معاوية على أن يؤدى إليهم مالاً ، وارتهن معاوية منهم رهناء فوضعهم ببعلبك . ثم إن الروم غدرت فلم يستحل معاوية والمسلمون قتل من في أيديهم من رهنهم وخلوا سبيلهم وقالوا : وفاء بغدر خير من غدر بغدر » ! بل أفرط بعض علماء السلطة فأفتى بوجوب إطلاق الرهائن ! قال النويري في نهاية الإرب : 6 / 164 ، بعد مدح معاوية : « فإن حاربونا وجب إطلاق رهائنهم وإبلاغ الرجل منهم مأمنهم ، وإيصال النساء والأطفال والذراري إلى أهليهم » !