أما أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلم يوقف الفتوحات رغم أن أعداءه شغلوه بثلاثة حروب داخلية ، فقد فتح ولاته ( عليه السلام ) مناطق من خراسان وآسيا والهند وإفريقيا ، فأرسل ابن أخته بن جعدة بن هبيرة لإكمال فتح خراسان ، وأرسل من لم يرغب في حرب معاوية إلى ثغور الري والقفقاز ، وأرسل جيشاً من البحرين لفتح مناطق في الهند . قال اليعقوبي في تاريخه : 2 / 183 : « ولما فرغ من حرب أصحاب الجمل ، وجه جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي إلى خراسان » . وفي شرح النهج : 18 / 308 : « هبيرة بن أبي وهب ، كان من الفرسان المذكورين ، وابنه جعدة بن هبيرة ، وهو ابن أخت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمه أم هاني بنت أبي طالب ، وابنه عبد الله بن جعدة بن هبيرة ، هو الذي فتح القندهار ، وكثيراً من خراسان ، فقال فيه الشاعر : < شعر > لولا ابن جعدةَ لم تُفتح قهندزكم * ولا خراسانُ حتى ينفخ الصور < / شعر > وفي معجم البلدان : 4 / 419 ، وصحاح الجوهري : 1 / 433 : قهندز بالزاي وهو الحصن . والظاهر أن عبد الله بن جعدة رضي الله عنه فتح بقية خراسان وأفغانستان . قال الطبري في تاريخه : 4 / 46 : « قال بعث عليٌّ بعد ما رجع من صفين جعدة بن هبيرة المخزومي إلى خراسان فانتهى إلى أبر شهر وقد كفروا ، وامتنعوا فقدم على علي ( عليه السلام ) فبعث خليد بن قرة اليربوعي ، فحاصر أهل نيسابور حتى صالحوه وصالحه أهل مرو ، وأصاب جاريتين من أبناء الملوك نزلتا بأمان ، فبعث بهما إلى علي ، فعرض عليهما الإسلام وأن يزوجهما ، قالتا زوجنا ابنيك فأبى ، فقال له