وإذا بفرسه قد قام وليس يتقدم ولا يتأخر ، فحركه فلم يتحرك ، فإذا قد علق يده واتقى منها . قال : فنزل محمود بن زكار عن فرسه ثم ضرب بيده إلى الفرس فقلب حافره ، فإذا بحسكة حديد قد دخلت في حافره ، فنزعها وركب فرسه ، ثم رجع إلى النعمان بن مقرن فخبره بذلك ، ثم قال : أيها الأمير ، إن أرضهم كلها مفروشة بهذا الحسك يطرحونه في الليل ويرفعونه بالنهار . قال : وأصبح المسلمون فعبوا تعبيتهم » . وصف معركة نهاوند برواية الطبري قال في تاريخه : 3 / 213 : « وخرج حذيفة بن اليمان بالناس ومعه نعيم ، حتى قدموا على النعمان بالطزر ، وجعلوا بمرج القلعة خيلاً عليها النسير . وقد كتب عمر إلى سلمى بن القين وحرملة بن مريطة وزرّ بن كليب والمقترب الأسود بن ربيعة وقواد فارس الذين كانوا بين فارس والأهواز ، أن اشغلوا فارس عن إخوانكم وحوطوا بذلك أمتكم وأرضكم ، وأقيموا على حدود ما بين فارس والأهواز حتى يأتيكم أمري . وبعث مجاشع بن مسعود السلمي إلى الأهواز وقال له : أنصل ( أخرج كالنصل ) منها على ماه ، فخرج حتى إذا كان بغضي شجر ، أمره النعمان أن يقيم مكانه ، فأقام بين غضى شجر ومرج القلعة . ونَصَل سلمى وحرملة وزرّ والمقترب ، فكانوا في تخوم أصبهان وفارس ، فقطعوا بذلك عن أهل نهاوند أمداد فارس .