ثم كان أكبر تحشيد للفرس في نهاوند ، وقد بلغ مئة وخمسين ألفاً ، وكان هدفه استرجاع العراق ، وغزو المدينة لاستئصال الإسلام المسلمين ! التحشيد الفارسي لمعركة نهاوند تقع نهاوند في أواخر سلسلة جبال زاغروس الإيرانية من جهة العراق ، وتبعد عن الكوفة نحو ألف كيلو متر ، وعن مدينة همدان الإيرانية نحو مئة كيلو متر . وفي الروض المعطار / 579 : « نَهَاونْد . . آخر كور الجبل . من همذان إلى نهاوند مرحلتان . . مدينة جليلة على جبل ذات سور طين ، ولها بساتين وجنات وفواكه ومتنزهات ، ومياهها كثيرة وفواكهها تحمل إلى العراق لطيبها وكبرها . . وفيها كان اجتماع الفرس لما لقيهم النعمان بن مقرن المزني » . وفي نزهة المشتاق : 2 / 655 : « وأما بلاد البهلويين ، فمنها الري ، وإصبهان ، وهمذان ونهاوند ، ومهرجان قذق ، وماسبذان » . وفي معجم البلدان : 5 / 313 : « مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام ، وهي أعتق مدينة في الجبل ، وكان فتحها سنة 19 ، ويقال سنة 20 . . وبها آثار لبعض الفرس حسنة ، وفي وسطها حصن عجيب البناء عالي السمك ، وبها قبور قوم من العرب استشهدوا في صدر الإسلام ، وماؤها بإجماع العلماء غذي مرئ ، وبها شجر خلاف تعمل منه الصوالجة ليس في شئ من البلدان مثله في صلابته وجودته . . وقال ابن الفقيه : يوجد على حافات نهر نهاوند طين أسود للختم ، وهو أجود ما يكون من الطين ، وأشده سواداً و تَعَلُّكاً » .