آمدند ، ديوان آمدند ( الشياطين جاؤوا ! ) . فخرج خرزاد في الخيل حتى وقف على الشريعة ، ونادى : يا معشر العرب ، البحر بحرنا فليس لكم أن تقتحموه علينا ! وأقبلوا يرمون العرب بالنشاب ، واقتحم منهم ناس كثير الماء فقاتلوا ساعة ، وكاثرتهم العرب ، فخرجت الفرس من الشريعة وخرج المسلمون وقاتلوهم ملياً ، وانهزمت العجم حتى دخلت المدائن فتحصنوا فيها ، وأناخ المسلمون عليهم مما يلي دجلة . فلما نظر خرزاد إلى ذلك خرج من الباب الشرقي ليلاً في جنوده نحو جلولاء ، وأخلى المدائن فدخلها المسلمون فأصابوا فيها غنائم كثيرة ووقعوا على كافور كثير فظنوه ملحاً ، فجعلوه في خبزهم فأمرَّ عليهم . وقال مخنف بن سليم : لقد سمعت في ذلك اليوم رجلاً ينادي : من يأخذ صحفة حمراء بصحفة بيضاء ، لصحفة من ذهب لا يعلم ما هي ! وكتب سعد إلى عمر بالفتح ، وأقبل علج من أهل المدائن إلى سعد ، فقال : أنا أدلكم على طريق تدركون فيه القوم قبل أن يمعنوا في السير ، فقدمه سعد أمامه ، ( أي هاشم ) واتبعته الخيل ، فقطع بهم مخائض وصحاري » . ملاحظات على هذه الرواية 1 . أخذنا هذه الرواية نموذجاً لما رواه الباقون ، وهي تقول إن المسلمين توجهوا بعد القادسية بقيادة سعد إلى المدائن وحاصروها نحو سنتين ، فخاف ملكهم يزدجرد وهرب من عاصمته ، ثم عبر المسلمون فخرج إليهم الجيش الفارسي وناوشهم بالسهام ، وفي الليل هرب قائده وجنوده إلى جلولاء !