ثم كان فتح المدائن بدون معركة مهمة ثم كان حصار المدائن ومعركتها السهلة سنة سبعة عشر ، بقيادة هاشم المرقال . قال الدينوري في الأخبار الطوال / 126 : « لما انهزمت العجم من القادسية وقتل صناديدهم ، مروا على وجوههم حتى لحقوا بالمدائن ، وأقبل المسلمون حتى نزلوا على شط دجلة بإزاء المدائن فعسكروا هناك ، وأقاموا فيه ثمانية وعشرين شهراً ، حتى أكلوا الرطب مرتين ، وضحوا أضحيتين ! فلما طال ذلك على أهل السواد ، صالحهم عامة الدهاقين بتلك الناحية . ولما رأى يزدجرد ذلك جمع إليه عظماء مرازبته فقسم عليهم بيوت أمواله وخزائنه ، وكتب عليهم بها القبالات وقال : إن ذهب ملكنا فأنتم أحق به ، وإن رجع رددتموه علينا ، ثم تحمل في حرمه وحشمه وخاصة أهل بيته حتى أتى حلوان فنزلها ، وولى خرزاد بن هرمز أخا رستم المقتول بالقادسية الحرب وخلفه بالمدائن . وبلغ ذلك سعداً فتأهب ، وأمر أصحابه أن يقتحموا دجلة وابتدأ ( والصحيح أن سعداً لم يكن معهم ! ) فقال : باسم الله ودفع فرسه فيها ، ودفع الناس فسلموا عن آخرهم إلا رجلاً غرق وكان على فرس شقراء ، فخرجت الفرس تنفض عرفها وغرق راكبها ، وكان من طيئ يسمى سليك بن عبد الله . فقال سلمان وكان حاضراً يومئذ : يا معشر المسلمين ، إن الله ذلل لكم البحر كما ذلل لكم البر ، أما والذي نفس سلمان بيده ليغيرن فيه وليبدلن . قالوا : ولما نظرت الفرس إلى العرب قد أقحموا دوابهم الماء وهم يعبرون ، تنادوا : ديوان