ثم قالوا إنه أوصى أخاه المعنَّى وزوجته سلمى أن يذهبا إلى سعد ويبلغاه وصيته بتنفيذ قرار عمر ! فذهبا إليه ، وخطب سعد سلمى أرملة المثنى وتزوجها ، وأمَّر أخاه المُعَّنى مكانه . وسنناقش ظروف موت المثنى في ترجمته رضي الله عنه . وبعد وفاة المثنى نشط الفرس في الاستعداد لمعركة القادسية ، وكانت معركتها في آخر سنة ستة عشر ، أي بعد نحو سنة وأشهر من معركة الجسر ، وبعد أقل من سنة من معركة البويب . ( البلاذري : 2 / 314 ) . ثم كانت معركة القادسية حاسمة في فتح العراق 1 . حشد الفرس قواتهم في القادسية قرب الكوفة ، وكانوا ستين ألف جندي ، وقيل مائة وعشرون ألفاً ، واستعادوا السيطرة على أكثر المناطق التي حررها المسلمون ، فأخضعوها لهم . والنص التالي يصور جو الموجة الفارسية . قال الطبري : 3 / 25 : « دعا رستم أهل الحيرة ، وسرادقه إلى جانب الدير ، فقال : يا أعداء الله فرحتم بدخول العرب علينا بلادنا ، وكنتم عيوناً لهم علينا وقويتموهم بالأموال . فاتقوه بابن بقيلة وقالوا له كن أنت الذي تكلمه ، فتقدم فقال : أما أنت وقولك إنا فرحنا بمجيئهم ، فماذا فعلوا وبأي ذلك من أمورهم نفرح ؟ إنهم ليزعمون أنا عبيد لهم وما هم على ديننا ، وإنهم ليشهدون علينا أنا من أهل النار . وأما قولك إنا كنا عيوناً لهم ، فما الذي يحوجهم إلى أن نكون عيوناً لهم وقد هرب أصحابكم منهم ، وخلوا لهم القرى فليس يمنعهم أحد من وجه أرادوه ، إن شاؤوا أخذوا يميناً أو شمالاً .