صورة كلية لفتح العراق إذا حسبنا بداية فتح العراق بمعركة ذي قار ، التي وقعت بعد معركة بدر ، وخاضها بنو شيبان وبنو عجل ضد الجيش الفارسي ، يكون فتحه استغرق نحو عشرين سنة ، لأن معركة ذي قار كانت بداية جرأة العرب على نظام كسرى ، حتى تم فتح العراق وفارس بمعركة نهاوند ، التي انكسر فيها جيش كسرى وانتهت محاولاته لاسترجاع ملكه ، وكانت في سنة إحدى وعشرين هجرية . أما إذا اعتبرنا بداية فتح العراق بعمليات المثنى بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندما تضعضع النظام الفارسي ، فيكون فتحه استغرق عشر سنين . وفي هذا السنين العشر ، تم الفتح في مراحل ، بدأت بعمليات المثنى ضد الحاميات الفارسية ، ثم جاء خالد بن الوليد والياً على العراق من قبل أبي بكر ، وكان دوره عقود الصلح مع القرى والدساكر ، ولم يخض أي معركة مع الفرس بل شن غارات نهب وسبي على العرب ، وغيرهم من السكان . ثم كانت مرحلة خوض المعارك مع الجيش الفارسي النظامي ، وقد بدأها المثنى وحده فخاض معهم معركة بابل ، قبيل وصول أبي عبيد . ثم كانت معركتان في ولاية أبي عبيد الثقفي ، وهما معركة النمارق مع الجيش الفارسي ، ثم معركة الجسر التي استشهد فيها رضي الله عنه . ثم كانت معركة البويب التي ثأر فيها المثنى لمعركة الجسر . ثم كانت معركة القادسية الكبرى التي كانت حاسمة في فتح العراق .