طيئ يقاتلون بين يدي خالد بن الوليد قتالاً لم يقاتلوا قبله في يوم من أيامهم التي سلفت ، ومدحهم خالد بن الوليد . قال : واشتد القتال وعظم الأمر ، وعضت الحرب الفريقين جميعاً ، فأقبل عيينة بن حصن إلى طليحة بن خويلد وهو واقف على باب خيمة من شعر وفرسه علال إلى جانبه ، وامرأته نوار جالسة بين يديه ، فقال له عيينة : أبا عامر هل أتاك جبريل ؟ قال طليحة : لا . فرجع عيينة إلى الحرب فقاتل ساعة ثم رجع إليه فقال : هل أتاك جبريل بعد ؟ فقال : لا ، فرجع فلم يزل يقاتل حتى بلغ منه الجهد واشتد به الأمر ، ثم رجع إلى طليحة فقال : أبا عامر ! هل أتاك جبريل ؟ قال : لا . قال عيينة : حتى متى ويحك ! بلغ منا الجهد واشتد بنا الأمر وأحجم الناس عن الحرب ، ثم رجع فلم يزل يقاتل هو وبنو عمه من فزارة ، حتى ضجوا من الطعان والضراب ، ثم رجع فقال له : أبا عامر ! هل أتاك جبريل بعد ؟ قال : نعم قد أتاني ، قال عيينة : الله أكبر ! هات الآن ما عندك ، وما الذي قال لك جبريل ؟ قال طليحة : نعم قد قال جبريل : إن رجاء لا تقوم لرجاه ، وإن لك وله حديثاً لا تنساه الناس أبداً . قال : ثم أقبل عيينة على أهله وبني عمه من فزارة ، فقال : ويحكم يا بني عمى هذا والله كذاب ! والله صح عندي كذبه لتخليطه في كلامه !