ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها ، فتأكد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين ، فكنا نحن ممن خَمِل ذكرُه ، وخَبَتْ نارُه ، وانقطع صوته وصِيتُه ، حتى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممن يعرف ، ونشأ كثير ممن لا يعرف » ! يقول بذلك ( عليه السلام ) إنه هو الذي رد هجوم المرتدين عن المدينة ، ودفع الخليفة إلى حروب الردة ، والى هذه الفتوح ، ودبر إدارتها ، وهيأ أبطالها ، لكن إعلام السلطة نسبها إلى الخليفة ، ومن عيَّنهم من قادتها الرسميين . ومن الواضح أن ذلك لا يعني مسؤولية الإمام ( عليه السلام ) عن المظالم التي رافقت الفتوحات ، وصدرت من قادة وولاةٍ لم يعينهم . لذلك كنا بحاجة إلى بحث حروب الردة ، وبيان دور أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيها وهو مدخل لدراسة الفتوحات الإسلامية وبيان دوره ( عليه السلام ) وتلاميذه فيها . وستجد في هذا البحث أن المحدثين أكثر إعمالاً لأهوائهم من المؤرخين ، وأن حروب الردة والفتوحات تحتاج إلى قراءة جديدة ، لكشف واقعها . كتبه : علي الكَوْراني العاملي قم المشرفة في الثاني من جمادى الثانية 1432