قال خليفة بن خياط / 65 : « إن خالداً سار من ذي القَصَّة في ألفين وسبع مائة إلى الثلاث آلاف ، يريد طليحة . ووجه عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم بن ثعلبة الأنصاري حليف لهم من بلي ، فانتهوا إلى قطن ، فصادفوا بها حِبالاً متوجهاً إلى طليحة بثقله ، فقتلوا حِبالاً وأخذوا ما معه » . أقول : لعل هذا حِبال بن طليحة لأن طليحة كان يكنى أبا حبال . أما حِبال المشهور ابن أخ طليحة ، فهو قائد المهاجمين للمدينة ، وقد قُتل في هجومه . وأرسل خالد عندما اقترب من بُزَّاخَة ، فارسين من شخصيات الصحابة لاستطلاع وضع طليحة ، وهما عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم . ونتعجب من أن جيشاً من ثلاثة آلاف يرسل طليعته شخصيتين وحدهما ! ولا ندري هل تطوعا بالذهاب ، أو أمرهما خالد وكان عليهما أن يطيعا . ونلاحظ أن طليحة كان شجاعاً على عكس خالد ، فكان يخرج مع أخيه سلمة من بُزَّاخَة إلى ضواحيها يستطلع الوضع العسكري ، أو كانا يذهبان وحدهما من سميراء أو الغمر إلى بُزَّاخَة ، والمسافة سفر يومين وأكثر ، فرأيا عكاشة وثابتاً ، فعرفاهما ، واستطاعا أن يقتلاهما ! قال الطبري ( 2 / 484 ) : « وسار خالد بن الوليد حتى إذا دنا من القوم بعث عكاشة بن محصن ، وثابت بن أقرم أحد بني العجلان حليف الأنصار طليعةً ، حتى إذا دنوا من القوم ، خرج طليحة وأخوه سلمة ينظران ويسألان ، فأما سلمة فلم يمهل ثابتاً أن قتله ، ونادى طليحة أخاه حين