أقول : عدي بن حاتم الطائي ، من شيعة علي ( عليه السلام ) ، وقد حضر جانباً من أحداث السقيفة ورواه ، ويبدو أن أبا بكر أرسله بإرشاد عليٍّ ( عليه السلام ) ليقوم بإقناع الناس بترك طليحة ، لأنه رئيس قبائل طيئ وابن المنطقة ، وقد التحق بطليحة قسم من طيئ ، وكذا حلفاؤهم قبيلة جديلة . وقد روى الطبري ( 2 / 486 ) وصف دخول القبائل في دين طليحة ، بعد أن فشلت محاولة اغتياله من المسلمين ، ونبا السيف عن عنقه ، فقال : « فما زال المسلمون في نماء والمشركون في نقصان ، حتى همَّ ضرار بالمسير إلى طليحة ، فلم يبق إلا أخذه سلماً ، إلا ضربة كان ضربها بالجراز ( سيف عريض ) فنبا عنه ، فشاعت في الناس ، فأتى المسلمون وهم على ذلك بخبر موت نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) وقال ناس من الناس لتلك الضربة : إن السلاح لا يحيك ( يعمل ) في طليحة ، فما أمسى المسلمون من ذلك اليوم حتى عرفوا النقصان ، وارفضَّ الناس إلى طليحة ، واستطار أمره ! وأقبل ذو الخمارين عوف الجذمي حتى نزل بإزائنا ، وأرسل إليه ثمامة بن أوس بن لام الطائي : إن معي من جديلة خمس مائة ، فإن دهمكم أمر فنحن بالقردودة والأنسر ، دوين الرمل . وأرسل إليه مهلهل بن زيد : أن معي حد الغوث ، فإن دهمكم أمر ، فنحن بالأكناف بحيال فيد . وإنما تحدَّبت طيئ على ذي الخمارين عوف ، أنه كان بين أسد وغطفان وطيئ حلف في الجاهلية ، فلما كان قبل مبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) اجتمعت غطفان