ولا خبر عن المهاجمين ! فإن كانوا في ذي حسى فلماذا لم يلحقوا المسلمين عندما نفرت نوقهم من عِدة قِرب ؟ ولماذا لم يعادوا هجومهم على المدينة ، بل لماذا هربوا بعد أن وصلوا إلى المدينة في الليلة السابقة ؟ ! « فبات أبو بكر ليلته يتهيأ فعبأ الناس ، ثم خرج على تعبية من أعجاز ليلته يمشى ، وعلى ميمنته النعمان بن مقرن ، وعلى ميسرته عبد الله بن مقرن ، وعلى الساقة سويد بن مقرن معه الركاب ، فما طلع الفجر إلا وهم والعدو في صعيد واحد ، فما سمعوا للمسلمين همساً ولا حسَاً حتى وضعوا فيهم السيوف فاقتتلوا في أعجاز ليلتهم ، فما ذرَّ قرن الشمس حتى ولوهم الأدبار ، وغلبوهم على عامة ظهرهم ، وقتل حِبَال » . انتهى . فالرواية تقول إن المسلمين تأخروا في المدينة ليلة ويوماً ، فلم يأت جيش العدو ، لا ألوف طليحة ولا أصحاب القرب ! ثم ذهب المسلمون على استعداد ، فمشوا ليلة إلى قبيل الفجر حتى وصلوا إلى ذي حُسَى ، مع أنها نفس المسافة التي قطعوها في الليلة الماضية بساعة أو ساعتين ، ونفرت فيهم النوق ، فرجعوا وباتوا في المدينة ! والرواية تقول إن أصحاب القِرب وهم ردء أي كمين خلفي ، أرسلوا إلى جماعتهم في ذي القَصَّة أن المسلمين ضعفاء فتعالوا ، فأتوهم إلى ذي حُسى ، فأين كانت الألوف التي هاجمت المدينة قبل ليلتين ؟ ولماذا لم يهاجموا المدينة بعد أن هرب من كمينهم الخليفة وجنوده ؟ !