وقد أرسلوا وفدهم بشروطهم إلى المدينة ، فرفضها أبو بكر ، فرجع الوفد وطمَّع قائدهم « حِبال » بغزو المدينة ، لأنها شبه خالية من القوات ، فجيش أسامة لم يَعُد ، وبطلهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) مبعدٌ ومعتزل . فهاجم حبال المدينة بآلاف من جيشه بعد ثلاثة أيام ، فماذا حدث ؟ لا تقول الرواية شيئاً مفهوماً ! لا عن عدد المهاجمين ، ولا من أي مدخل أو نقب للمدينة جاؤوا ؟ ولا كيف كانت الحرب معهم ؟ لقد اقتصرت على أن أبا بكر وليس علياً ( عليه السلام ) رتب على أنقاب المدينة أي مداخلها ، أربعة قادة ، فكم مقاتل كان مع كل واحد منهم ؟ ثم تقول الرواية إن المدافعين « نهنهوهم » أي أوقفوا حركتهم ولم تقل كيف ! وأرسلوا خبراً لأبي بكر ليلاً بأن المهاجمين وصلوا فقال لهم : إبقوا في أمكنتكم ! فبقوا في أمكنتهم ، فهل بقي المهاجمون أم ذهبوا ؟ فخرج أبو بكر ليلاً على النواضح أي على نوق السقي في أهل المسجد أي المصلين معه ، ولاحقوا المهاجمين وهم هاربون أمامهم ، حتى وصلوا إلى ذي حُسَى ، أي على مسافة بضع كيلو مترات من المدينة ، ففاجأهم كمين طليحة ، وكانوا هيؤوا القرب المنفوخة « الأنحاء » فدحرجها الكامنون من مرتفع وحبالها بأيديهم ، فطار عقل نواضح أبي بكر ، وعادت كالمجنونة إلى المدينة لا يستطيع راكبوها إيقافها ، والحمد لله أنه لم يسقط الخليفة ، ولا غيره عن ناقته ! فنام أبو بكر والمسلمون في المدينة ، وبقوا فيها اليوم الثاني إلى الليل !