هذه السرية فقد استعملتك عليها ، وعقد له لواء وقال له : سِرْ حتى ترد أرض بني أسد ، فأغر عليهم قبل أن تلاقى عليك جموعهم ، وأوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً . . . فخرج في أصحابه وخرج معهم الطائي دليلاً فأغذوا للسير ، ونكب بهم عن سنن الطريق ، وعارض الطريق وسار بهم دليلاً ليلاً ونهاراً ، فسبقا الأخبار ، وانتهوا إلى أدنى قطن ماء من مياه بني أسد ، هو الذي كان عليه جمعهم فيجدون سرحاً ، فأغاروا على سرحهم فضموه ، وأخذا رعاء لهم مماليك ثلاثة ، وأفلت سائرهم ، فجاءوا جمعهم فخبروهم الخبر وحذروهم جمع أبي سلمة ، وكبروه عندهم . فتفرق الجمع في كل وجه ، وورد أبو سلمة الماء فيجد الجمع قد تفرق ، فعسكر وفرق أصحابه في طلب النعم والشاء ، فجعلهم ثلاث فرق : فرقة أقامت معه وفرقتان أغارتا في ناحيتين شتى ، وأوعز إليهما أن لا يمعنوا في الطلب ، وأن لا يبيتوا إلا عنده إن سلموا ، وأمرهم أن لا يفترقوا ، واستعمل على كل فرقة عاملاً منهم ، فأتوا إليه جميعاً سالمين ، قد أصابوا إبلاً وشاءً ولم يلقوا أحداً . فانحدر أبو سلمة بذلك كله إلى المدينة راجعاً » . وفي أنساب الأشراف : 1 / 374 : ( سرية أبى سلمة بن عبد الأسد ، إلى بني أسد في المحرم سنة أربع . وكانوا جمعوا جمعاً عظيماً ، وعليهم طليحة بن خويلد