غيرهم ، فإنها لنا أجود ونحن لها أجرى وأصلح من غيرنا ، لأنا ملوك من قبل أن يكون على وجه الأرض قريشي ولا أبطحي » . أقول : أرسل أبو بكر زياد بن لبيد بجيش من ثلاثة آلاف ، ثم أمده بالمهاجر بن أبي أمية المخزومي بألف ، ثم بعكرمة بن أبي جهل في خمس مئة فاجتاحوا عدداً من قبائل كندة ، وقتلوا منهم أعداداً ونهبوهم وسبوهم ! ثم حاربهم الأشعث وانتصر عليهم أول الأمر ثم انهزم ، فلجأ معمن يسمون ملوك كندة إلى حصن نجير قرب حضرموت ، فحاصرهم جيش أبي بكر ، فأخذ الأشعث الأمان لنفسه وعشرة معه ، فحملوهم إلى أبي بكر وقتلوا الباقين وكانوا سبع مئة أو ثمان مئة ، ونهبوا الأموال وسبوا النساء والذرية ! وعندما وصل الأشعث إلى أبي بكر كلمه فأطلقه ، وزوجه أخته ، وصار من المقربين . قال ابن الجوزي في المنتظم : 4 / 86 : « وتحصنت ملوك كندة ومن بقي معهم في النجير وأغلقوا عليهم ، فجثم عليهم زياد والمهاجر وعكرمة ، وكان في الحصن الأشعث بن قيس ، فلما طال الحصار قال الأشعث : أنا أفتح لكم باب الحصن وأمكنكم ممن فيه على أن تؤمنوا لي عشرة ، فأعطوه ذلك ، ففتح باب الحصن . . فجادلهم وجادلوه فقالوا : نرد أمرك إلى أبي بكر فيرى فيك رأيه ، وأمر زياد بكل من في الحصن أن يقتلوا فقتلوا وكانوا سبع مائة ، وسبى نساءهم وذراريهم ! وحمل الأشعث إلى أبي بكر فزعم أنه قد تاب ودخل في الإسلام وقال : مُنَّ عليَّ وزوجني أختك فإني قد أسلمت ، فزوجه أبو بكر أم فروة بنت أبي قحافة ، فولدت له محمداً وإسحاق وإسماعيل ، فأقام بالمدينة ، ثم خرج إلى الشام في خلافة عمر » .