وإن عمر لما سمع ذلك تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر ، وقال : إن القصاص قد وجب على خالد ! ويظهر أن خالداً أمر رئيس سريته أن يأتيه بمالك وزوجته أم تميم بنت المنهال ، التي قيل فيها إنها كانت أجمل نساء العرب ولم يُرَ أجمل من عينيها ولا ساقيها ، فكانت مع زوجها وسمعت جداله مع خالد ، فقال له : إني قاتلك . قال له مالك : أوَبذلك أمرك صاحبك أبو بكر ؟ قال : والله لأقتلك ! فقال مالك : يا خالد إبعثنا إلى أبي بكر ، فيكون هو الذي يحكم فينا ، فقد بعثت إليه غيرنا ممن جرمه أكبر من جرمنا ! وألحَّ عبد الله بن عمر وأبو قتادة على خالد بأن يبعثهم إلى أبي بكر فأبى عليهم وقال : لا أقالني الله إن لم أقتله . وأمر بضرب عنقه ، فألقت زوجته نفسها عليه وقال لها مالك : أعزُبي عني فما قتلني غيرك ! وقال لخالد : هذه التي قتلتني ! فقال له خالد : بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام . فقال له : إني على الإسلام . فقال خالد : يا ضرار اضرب عنقه فضرب عنقه وقبض خالد على زوجته ، فبنى بها في تلك الليلة ! وفي ذلك يقول أبو زهير السعدي : < شعر > ألا قل لحيٍّ أوطئوا بالسنابكِ * تطاول هذا الليل من بعد مالك قضى خالد بغياً عليه لعرسهِ * وكان له فيها هوى قبل ذلك فأمضى هواه خالد غير عاطف * عنان الهوى عنها ولا متمالك وأصبح ذا أهل وأصبح مالك * على غير شئ هالكاً في الهوالك فمن لليتامى والأرامل بعده * ومن للرجال المعدمين الصعالك < / شعر >