وصلت الهزيمة إلى خيمته ، فانهزم تاركاً زوجته ! ثم عندما استعاد جيشه المبادرة ، لم يحمل مع أبطالهم ، ولا بارز شجاعاً ولا جباناً من العدو ! قال الطبري ( 2 / 510 ) : « قال خالد بن الوليد وهو جالس على سريره » . وكل ما فعله خالد أنه قصد الحديقة بعد أن انتصر المسلمون أو ظهرت علامات نصرهم ، ففاجأه فارس حنفي وسب أمه ، واشتبك معه ووقعا عن فرسيهما ، وكان أقصى بطولة خالد أنه تخلص من الذي تحته ، فوجد فرسه قد هرب أو سرق ، فاستعان بالمسلمين حتى رجع إلى خيمته ، لا سالماً ولا غانماً ؟ ! إن معركة اليمامة نموذج لمعارك الفتوحات التي أوكلت الخلافة قيادتها إلى خالد وأمثاله ، وأو كلت إدارة أراضيها المفتوحة إلى معاوية وأمثاله ممن تنقصهم الشجاعة والفروسية والأمانة الشرعية . وهنا يأتي دور علي ( عليه السلام ) في تطعيم جبهات الفتوح بأبطال من تلاميذه ، الذين هم القادة الميدانيون الذين يبادرون ويضحون احتساباً لله تعالى ، ويتحملون من قادتهم الرسميين النكران وسرقة جهودهم وتضحياتهم ! * *