الجنة تفرون ! أنا عمار بن ياسر . أمن الجنة تفرون ! أنا عمار بن ياسر . هلمَّ إليَّ . وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تَذَبْذَب ، وهو يقاتل أشد القتال » ! أقول : كفى بهذين المشهدين دليلاً على أن عماراً كان في المعركة قائداً ، فالقائد يتقدم ويبرز أولاً وهو ما فعله عمار ، ولم يهتم لإصابته وقطع أذنه ، ونصره الله على الفارس الحنفي فقتله . وكان عمار يومها ابن بضع وستين سنة . والقائد عندما يفر جنوده يثبت ، ويقف في مكان مرتفع ليروه ، ويصرخ فيهم ويناديهم طالباً أن يتجمعوا إليه ، ويعيدوا الكرة ويحملوا ، وهذا ما فعله عمار ، فهذا هو العمل القيادي ، فأين كان خالد الذي وصفوه بالقائد البطل ؟ ! وبطولات عمار عديدة ، وستراها في فتوحات العراق وفارس ، وقد شهد حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلها وقاتل فيها ، وكان من أبطال بدر ، وقتل أحد صناديد قريش وهو الحارث بن زمعة ، وقيل قتل أبا قيس بن الفاكه بن المغيرة أيضاً ، وقيل قتله علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ( سيرة ابن هشام : 2 / 527 ) . « الحارث بن الحضرمي قتله عمار بن ياسر » . ( أعيان الشيعة : 1 / 248 ) . « وقتل عمار بن ياسر علي بن أمية بن خلف » . ( المعارف لابن قتيبة / 157 ) . وفي معركة الجمل كان عمار في التسعين من عمره ، وقاتل بشجاعة ، وقتل عميرة بن يثربي فارس بني ضبة ، وكان عميرة الذين استماتوا في معركة الجمل ، وقتل ثلاثة من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هم : زيد بن صوحان العبدي ، وعلباء بن الهيثم السدوسي ، وهند بن عمرو بن جدراة الجملي . وأخذ يرتجز ويقول :