فأقامت عنده ثلاثاً ثم انصرفت إلى قومها ، فقالوا : ما عندك ؟ قالت : كان على الحق فاتبعته فتزوجته . . . وكان من أصحابها الزبرقان بن بدر ، وعطارد بن حاجب ، ونظراؤهم . . فصالحها على أن يحمل إليها النصف من غلات اليمامة وقال : خلِّفي على السلف من يجمعه لك ، وانصرفي أنت بنصف العام ، فرجع فحمل إليها النصف فاحتملته وانصرفت به إلى الجزيرة ، وخلفت الهذيل وعقة وزياداً لينجز النصف الباقي ، فلم يفجأهم إلا دنو خالد بن الوليد منهم ، فارفضوا ، فلم تزل سجاح في بنى تغلب » . وفي فتوح ابن أعثم ( 1 / 22 ) : « وقد كانت ادعت النبوة وتبعها رجال من قومها : غيلان بن خرشة ، والحارث بن الأهتم ن وجماعة من بني تميم . قال : وكان لها مؤذن يؤذن بها ويقول : أشهد أن سجاح نبية الله . قال : فسارت سجاح هذه إلى مسيلمة الكذاب سلمت عليه بالنبوة ، وقالت : إنه بلغني أمرك وسمعت بنبوتك ، وقد أقبلت إليك وأحببت أن أتزوج بك ، ولكن أخبرني ما الذي أنزل إليك من ربك ؟ فقال مسيلمة : أنزل علي من ربي : لا أقسم بهذا البلد ، ولا تبرح هذا البلد ، حتى تكون ذا مال وولد ، ووفر وصفد ( الصفد : العطاء ) وخيل وعدد ، إلى آخر الأبد ، على رغم من حسد . فقالت سجاح : إنك نبيٌّ حقاً ، وقد رضيت بك وزوجتك نفسي ، ولكن أريد أن تجعل لي صداقاً يشبهني . قال مسيلمة : فإني قد فعلت ذلك ، قال : دعا مسيلمة بمؤذنه فقال : ناد في قوم هذه المرأة : ألا إن نبيكم مسيلمة قد