أقول : هذا التعداد للمرتدين غير دقيق ، فبعضهم أشيع عنهم أنهم ارتدوا لأنهم اعترضوا على خلافة أبي بكر فسماهم مرتدين ، كبني يربوع من بني تميم ، الذين كان رئيسهم مالك بن نويرة ( رحمه الله ) صحابياً جليلاً شهد له النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالجنة . فقد جاء مالك إلى المدينة فتفاجأ عندما رأى أبا بكر على منبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فاعترض عليه وسأله : أين عليٌّ الذي أوصانا النبي ( صلى الله عليه وآله ) بطاعته من بعده ؟ فأجابه أبو بكر بأنك كنت غائباً لا تعرف ماذا حدث ، ورد عليه مالك واتهمه ، فأمر أبو بكر خالد بن الوليد أن يخرجه من المسجد واتهمه بالردة . وعندما أرسل أبو بكر خالداً لقتال طليحة ، أمره أن يقتل مالك بن نويرة حتى لا يفتق على خلافته فتقاً ويحشد معه بني تميم ، فذهب خالد واحتال على مالك وقتله غدراً ، وأخذ زوجته ! وقد اعترض عليه عدد من الصحابة كانوا معه ، مثل عبد الله بن عمر وأبي قتادة الأنصاري ، فأصر على فعله ولم يسمع كلامهم . كما انتقده عمر ، وطالب أبا بكر أن يقتص منه لأنه قتل مسلماً ، وعدا على زوجته ! وكذلك بدأت حركة قبائل كندة في حضرموت ، فعندما توفي النبي ( صلى الله عليه وآله ) دعاهم عاملهم لبيد بن زياد البياضي إلى بيعة أبي بكر : « فقال له الحارث : أخبرني لم نَحَّيْتُم عنها أهل بيته ( صلى الله عليه وآله ) وهم أحق الناس بها ، لأن الله عز وجل يقول : وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ . فقال له زياد بن لبيد : إن المهاجرين والأنصار أَنْظَرُ لأنفسهم منك . فقال له الحارث بن معاوية : لا