الناس عن عليٍّ ( عليه السلام ) فأمسك . . فقيل له : هل قلت يوم بيعة أبي بكر شعراً ؟ قال : نعم ، وأنشد شعراً : < شعر > أبا حسن صبراً وفي الصبر عصمةٌ * وفيه نجاة المرء في السرٍّ والجهر ألم تر أنّ الصبر أحجى بذي الحِجى * وأن ابتدار الأمر شين على الأمر وقد لقي الأخيار قبلك ما لقوا * وأُودَوا عباد الله في سالف الدهر » . < / شعر > أقول : يقصد الراوي أنه عندما تحدث عدي بن حاتم عما جرى بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وذكر كلام الزهراء ( عليها السلام ) لعمر بن الخطاب ، أظهر الناس انتقادهم للصحابة لماذا لم ينقلوا إليهم الحقيقة ، وبَدَرَ إليه الناس أي ركضوا ليسمعوا منه ، فأمسك وسكت خوفاً من عدم تحمل الناس انتقاد أبي بكر وعمر ، فيتفرقون عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . وينبغي الالتفات إلى أن قريشاً رفعت شعار أن الخلافة أمرٌ يخص قريشاً وحدها ولا يجوز لأحد أن يتدخل فيها حتى بكلمة ، وكانت تقف بشدة وتقمع أي كلام عن وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي والحسنين والعترة ( عليهم السلام ) ، وعن أحداث السقيفة وهجومهم على بيت علي والزهراء ’ ، وإجبارهم إياهم على بيعة أبي بكر . فمهما كانت مكانة الأنصار ومكانة عدي بن حاتم الطائي ، ومالك بن نويرة التميمي ، وأمثالهم ، فلا حق لهم عند قريش أن يقولوا كلمة واحدة عن الخلافة !