وكان عَدِي أيام وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة ، وقد شهد بعض أحداث السقيفة ، ومما قاله : « ما رحمت من خلق الله أحداً كرحمتي عليّ بن أبي طالب ، رأيته حين أُتيَ به إلى بيعة أبي بكر فلما نظر إلى القبر قال : ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي ! فقالوا : بايع . قال : فَإن لم أَفعل ؟ قالوا : نقتلك ! قال : تقتلون إذاً عبدَ الله وأخا رسول الله ! فمسح القوم على يده وأصابعه مضمومة ، ولم يستطيعوا بسطها » . ( الشافي : 3 / 244 ) . وفي العقد النضيد / 161 ، عن تميم بن بجدل قال : « ولقد سمعته بصفين يخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيّها الناس إمضوا على بصيرتكم ، وقاتلوا على نوركم ، واعلموا أنّكم لن تقاتلوا تحت راية أهدى من هذه الراية ، ولا قوماً أضل من أهل الشام ، ألا تحبون أن تلقوا الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) غداً وهما عنكم راضيان ؟ ! تقاتلون مع ابن عم رسول الله ووصيه وخليفته على أُمته . والله لقد رأيتنا نسلم عليه بالخلافة في حياة رسول الله ، فماذا في قتال معاوية وأصحابه ؟ وإنما هم أشباه البهائم أتى بهم معاوية ليوردهم النار ويشعرهم العار ! وإن فاطمة ( عليها السلام ) كانت تنادي عمر : يا ابن السوداء ، والله لولا أن يصيب البلاء من لا ذنب له ، لدعوت الله أن يطبق عليكم أحشاء مكة والمدينة ، ولوجدت الله سريع الإجابة ! فقال الناس : فلا جزيتم عنا خيراً يا أصحاب محمد ، إنكم شهدتم وغبنا ، فهلا أعلمتمونا ؟ ! قال : وبَدَرَ الناس إلى عدي بن حاتم ، فخشي أن يتفرَّق