أنذرا المسلمين . فانتهيا إلى هناك فلم يجدا أحداً . فأمّا طليحة فرأى أن يعبر وأمّا عمرو فقال : ما أمرنا بذلك . فعبر طليحة حتى إذا صار وراء صف المشركين كبِّر ثلاث تكبيرات ، فدهش القوم وكفُّوا عن الحرب لينظروا ما هو ، وطلبوه فلم يدروا أين سلك ! وسفل حتى غاص وأقبل إلى العسكر فأتى سعداً خبره ، فاشتد ذلك على الفرس وفرح المسلمون وقال طليحة للفرس : لا تعدموا أمراً ضعضعكم » . ( 23 ) ( بطولة ) خالد في التقتيل بعد معركة بزاخة ! اتفق المؤرخون على أن خالداً أصابه الجزع والخوف ، فرجع من قرب بُزَّاخَة ، باسم الانسحاب التكتيكي ! وكذلك فعل في تبوك ! كما لم يثبت أنه برز إلى أحد ، ولا قاد حملة على جيش طليحة ، ولا شارك فيها ، وكذلك تراه في بقية معاركه ! لكن خالداً تأتيه البطولة في غير المعركة المتكافئة ، فتراه يجيد الغدر بدل المبارزة ، فيحتال على خصمه ، أو يرسل ضابطاً مطيعاً إلى أناس عُزَّل فيلقون القبض عليهم ويأتونه بهم أسرى مكتفين فيقتلهم صبراً ، فتظهر شجاعته وبطولته في تقتيلهم وهم عُزَّل ! فكذلك فعل خالد ببني جذيمة لما غَدَر بهم بعد أن أمَّنَهم ! فقد كتَّف منهم سبعين مسلماً وقدمهم واحداً واحداً وقتلهم !