وكان فيهم شاب غريب جاء ليرى معشوقته من بني جذيمة ، وأقسم لخالد أنه ليس منهم ، لكن « بطل الإسلام » لم يرحمه وقتله ، فأكبت عشيقته على جنازته وشهقت وماتت ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما أخبروه ، كما في الطبري : 2 / 342 ، وابن هشام : 4 / 883 : « أما كان فيكم رجل رحيم ! كما غدر خالد بمالك بن نويرة وبني يربوع بعد أن أمَّنهم ، فاحتال عليهم حتى ألقوا سلاحهم ، فكتفهم وقتلهم ! ولم يسمع استنكار عبد الله بن عمر وأبي قتادة وغيره من الصحابة ، ونام مع زوجة مالك في تلك الليلة ! وقد حكم عليه عمر بأنه قاتل زان ! كما غدر خالد بسبعة آلاف من بني حنيفة قتلهم جميعاً ، بعد أن وقع معهم الصلح ! ولم يكن فيهم من قتل أحداً من المسلمين كبعض أهل بُزَّاخَة ! أما في بُزَّاخَة فبقي شهراً يرسل خيله فتأتيه بشخص أو جماعة مكتفين ، فيتفنن في قتلهم ! « فأقام على البُزَّاخَة شهراً يُصَعِّدُ عنها ويُصَوِّبُ ، ويرجع إليها في طلب أولئك . فمنهم من أحرقه ، ومنهم من قَمَّطَه ورضخه بالحجارة ، ومنهم من رمى به من رؤس الجبال » . ( الطبري : 2 / 491 ) . « عن ابن شهاب : فاقتتلوا يعني هم والمسلمون قتالاً شديداً ، وقتل المسلمون من العدو بشراً كثيراً . وأسروا منهم أسارى فأمر خالد بالحظيرة أن تبنى ، ثم أوقد تحتها ناراً عظيمة فألقى الأسارى فيها » . ( التمهيد : 5 / 315 ) .