قال الطبري ( 2 / 483 ) : « فخرج إليهم ففتلهم في الذروة والغارب . وخرج خالد في أثره . . . » . وفتلهم بالذروة والغارب : مثلٌ يضرب لمن أقنع شخصاً بكل وسيلة ، كالذي يعمل لربط البعير من ذروة سنامه ومن تحت إبطه . أي أقنعهم ببيانه وأساليبه . وكذلك صنع عدي مع حلفائهم قبيلة جديلة : « وارتحل خالد نحو الأنسر يريد جديلة فقال له عدى : إن طيئاً كالطائر وإن جديلة أحد جناحي طيئ ، فأجلني أياماً لعل الله أن ينتقذ جديلة كما انتقذ الغوث ففعل . فأتاهم عدي فلم يزل بهم حتى بايعوه فجاءه بإسلامهم ، ولحق بالمسلمين منهم ألف راكب . فكان خير مولود ولد في أرض طئ ، وأعظمه عليهم بركة » . ( الطبري : 2 / 483 ) . وفي تاريخ دمشق : 25 / 158 : « عن الشعبي قال : ارتدت العرب بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عوام أو خواص ، فارتدت أسد ، واجتمعوا على طليحة ، واجتمعت عليه طيئ إلا ما كان من عدي بن حاتم ، فإنه تعلق بالصدقات فأمسكها ، وجعل يكلم الغوث ، وكان فيهم مطاعاً يستلطف لهم ويرفق بهم ، وكانوا قد استَحْلَوْا أمر طليحة وأعجبهم » . ( 17 ) خالد يهرب بجيشه ويلجأ إلى عدي بن حاتم ! وتحرك القائد خالد بن الوليد ، بجيشه من المدينة نحو بُزَّاخَة مركز طليحة المرتد المتنبئ ، وكان يطلق التهديد ويعلن الشوق إلى لقاء طليحة ومنازلته !