آخر . فقال : لا والله لا أفعل وأواسينكم بنفسي . فخرج في تعبيته إلى ذي حسي وذي القَصَّة ، والنعمان وعبد الله وسويد على ما كانوا عليه ، حتى نزل على أهل الربذة بالأبرق ، فاقتتلوا فهزم الله الحارث وعوفاً ، وأخذ الحطيئة أسيراً . . . ولما فُضَّت عبس وذبيان أرَزوا ( هربوا ) إلى طليحة ، وقد نزل طليحة على بُزَّاخَة » . وفي تاريخ الطبري : 2 / 475 : « وقدمت عليه وفود بنى أسد وغطفان وهوازن وطيئ ، وتلقت وفود قضاعة أسامة بن زيد ، فحوَزها إلى أبي بكر ، فاجتمعوا بالمدينة ، فنزلوا على وجوه المسلمين . . الخ . » . ( 10 ) نسبت قريش رد الهجوم إلى ولاتها ! إن النص المتقدم أعلاه هو النص الوحيد ، الذي وصل إلينا عن هجوم طليحة على المدينة ، وقد نقلته عامة المصادر . ( لاحظ ابن عساكر : 25 / 159 ) . وهذا يدلك على أنه يوجد واقع يريد رواة السلطة إخفاءه ! فكيف لا يكون في هذا الحدث الكبير إلا نص واحد وفيه إبهامٌ وتهافت ، فهو يقول إن جيش طليحة كان ألوفاً إلى حد أنه لم تحملهم منطقة واحدة ، فعسكر قسم منهم في الأبيرق على بعد نحو 150 كيلو متراً عن المدينة ، بقائدين هما : عوف المري والحارث السبيعي . وعسكر قسم منه في ذي القَصَّة على بعد نحو 20 كيلو متراً عن المدينة ، وقائده حِبَال ابن أخ طليحة .