وطليحة بن خويلد ، ونقادة بن عبد الله بن خلف ، فقال حضرمي بن عامر : أتيناك نتدرع الليل البهيم في سنة شهباء ، لم تبعث إلينا بعثاً . فنزل فيهم قوله تعالى : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ . . يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَىَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ » . ( 7 ) كان طليحة خطيباً شاعراً قال الجاحظ في البيان والتبيين / 190 : « ومن خطبائهم الأسود الكذاب بن كعب العنسي . وكان طليحة خطيباً وشاعراً وسجاعاً كاهناً ناسباً . وكان مسيلمة الكذاب بعيداً من ذلك كله » . أقول : تدل النصوص على أن طليحة كان ذكياً لماحاً ، لكن هوى التعصب القبلي المسيطر في الجزيرة غلبه فادعى النبوة ، ثم أدرك بسرعة أنه يسير في خيال ، وأن نبوة نبينا ( صلى الله عليه وآله ) صادقة وليست كذباً كنبوئته ، فقرر الانسحاب والفرار من المعركة ، ثم ندم وتاب وأخذ يعمل ليقبله الخليفة والمسلمون . وكان شعر طليحة أحسن من سجعه : « وكان مما سجع لهم طليحة . . . والحمام واليمام ، والصُّرَد والصَّوام ، قد ضمن قبلكم أعوام ، ليبلغن ملكنا العراق والشام . والقرد والنيرب ، ليقتلن النيدب ، إذا صرَّ أخوكم الجندب . والله لا نُسحب ، ولا نزال نضرب ، حتى ينتج أهل يثرب . .