( 4 ) كان طليحة من شبابه طامحاً للنبوة ! كان طليحة متحركاً من زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فبعد معركة أحُد جمع هو وأخوه سلمة أنصاراً ليغزوا المدينة ، كما روى الواقدي وابن عساكر ( 25 / 150 ) : « قالوا نسير إلى محمد في عقر داره ، ونصيب من أطرافه ، فإن لهم سرحاً يرعى بجوانب المدينة ، ونخرج على متون الخيل فقد أربعنا خيلنا ، ونخرج على النجائب المجنونة ، فإن أصبنا نهباً لم نُدْرَك ، وإن لاقينا جمعهم كنا قد أخذنا للحرب عدتها ، معنا خيل ولا خيل معهم ، ومعنا نجائب أمثال الخيل . والقوم مُنْكَبُون قد وقعت بهم قريش حديثاً ، فهم لا يستَبِلُّون دهراً . فقام رجل منهم يقال له قيس بن الحارث بن عمير فقال : يا قوم والله ما هذا برأي ، ما لنا قبلهم وتر ، وما هم نُهبةٌ لمنتهب . إن دارنا لبعيدة من يثرب ، وما لنا جمع كجمع قريش ، مكثت قريش دهراً تسير في العرب تستنصرها ولهم وترٌ يطلبونه ، ثم ساروا حتى قد امتطوا الإبل وقادوا الخيل ، وحملوا السلاح ، مع العدد الكبير ثلاثة آلاف مقاتل سوى آبائهم . وإنما جهدكم أن تخرجوا في ثلاث مائة رجل إن كملوا ، فتغررون بأنفسكم وتخرجون من بلدكم ، ولا آمن أن تكون الدائرة عليكم ! فكاد ذلك أن يشككهم في المسير . . فلما كان هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهراً من الهجرة ، دعاه ( أبا سلمة ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أخرج في