( 6 ) أبو بكر يستشير عمر وعلياً ( عليه السلام ) في مواجهة طليحة ؟ برزت مشكلة عسكرية في الأسبوع الأول من خلافة أبي بكر ، فقد اختلف الصحابة : هل يرسل أبو بكر جيش أسامة ، كما أكد النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، أم يلغيه ؟ روى الطبري في تاريخه ( 2 / 462 ) وغيره ، عن الحسن البصري قال : « ضرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل وفاته بعثاً على أهل المدينة ومن حولهم ، وفيهم عمر بن الخطاب ، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد ، فلم يجاوز آخرهم الخندق حتى قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر : إرجع إلى خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاستأذنه أن يأذن لي أن أرجع بالناس ، فإن معي وجوه الناس وحدَّهم ، ولا آمن على خليفة رسول الله وثِقْلِ رسول الله وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون . وقالت الأنصار فإن أبى إلا أن نمضي فأبلغه عنا واطلب إليه أن يولي أمرنا رجلاً أقدم سناً من أسامة . فخرج عمر بأمر أسامة ، وأتى أبا بكر فأخبره بما قال أسامة . فقال أبو بكر : لو خطفتني الكلاب والذئاب لم أردَّ قضاءً قضى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . قال : فإن الأنصار أمروني أن أبلغك ، وإنهم يطلبون إليك أن تولى أمرهم رجلاً أقدم سناً من أسامة . فوثب أبو بكر وكان جالساً ، فأخذ بلحية عمر ، فقال له : ثكلتك أمُّكَ وعُدِمَتْكَ يا ابن الخطاب ! استعمله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتأمرني أن أنزعه » !