عليه فرسان من أعلى الحصن فلم يدخله ، وكانوا نساء أمرهن مجاعة أن يلبسن السلاح ، ليفرض على خالد الصلح بربع السبايا بدل النصف ! فالسبعة آلاف الذين قتلهم في الطلب ، كان يرسل لهم الخيالة إلى قرى نجد ، فيُكتِّفُون من وجدوه ويأتونه بهم فيضرب أعناقهم ، أو يأمر قائد السرية بقتل من وجده من الرجال ، في قراهم ! ومما يدلك على أن القتل كان عاماً لكل من قبض عليه خالد من بني حنيفة ! ما رواه ابن حجر في الإصابة ( 3 / 105 ) عن ضيف قبض عليه خالد في غاراته وأراد أن يقتله ، وهو سفيان بن أبي عزة الجذامي : « كان نازلاً في بني حنيفة ولم يرتدَّ ، ذكر ذلك وثيمة ( في كتابه ) وذكر أن خالد بن الوليد أخذه فيمن ظفر به من أهل اليمامة فأراد قتله ، فقال له سفيان : يا خالد إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ما من عبد يقتل عبداً إلا قعد له يوم القيامة على الصراط ! فخلى سبيله » . ( 40 ) كيف برر خالد مجزرته في النجديين ! روى الطبري ( 2 / 518 ) عن يربوع أبي الضحاك قال : « صالح خالد بنى حنيفة جميعاً ، إلا ما كان بالعرض والقرية ، فإنهم سبوا عند انبثاث الغارة ، فبعث إلى أبى بكر ممن جرى عليه القسم بالعرض والقرية من بنى حنيفة ، أو قيس بن ثعلبة ، أو يشكر خمس مائة رأس » . ومعناه تفريغ الصلح من محتواه كلياً تقريباً ! لأن العِرض هو أكبر وادٍ خصب في اليمامة ، والقُرَيَّة هي أكبر بلدة فيها !